عزيزيَ الحائرُ دائمًا،

كيفَ حالُك؟ أعرفُ أنكَ لستَ على ما يُرام و اعلمُ أنك قد ابتُليتَ بغمامةٍ قد لا تنكشفُ إلا بمعجزةٍ من ربِّ السماء و لكني تعودتك صبورًا جَلِدًا لا تشتكي فاحكي لي يا قلبي عما فعلَ بكَ الهوى، احكي لي عن ذكرياتِ أيامٍ خَلَت و لم تخلو أنت منها، احكي لي عن حبيبٍ زائلٍ و روحٍ فارغةٍ من كل شيء إلا من فتاتِ حبٍ شاء الله له أن يُجهضَ غيرَ مكتملِ النمو، احكي لي عن أحلامك التي كدت تقسم فيما قبل أنها رؤى و إذا بك تكتشف أنها محضُ أضغاثِ أحلامٍ من قلبٍ طال به الحنينُ إلى نشوة الحب، تلك التى يتغنى بها الشعراءُ ليلاً و نهارًا حتى طغى صوتها على صوت عقلك و هو يصرخ قائلاً “احترس” أعرفُ يا قلبي أنك في حيرةٌ من أمرك، هل تمحو و تغفر و تخالفُ صوتَ عقلك الذي لم يخنك مرة أم تتجلد و تصبر و تذكر ماذا فعلَ بك العصيان من ذي قبل؟ يا قلبي، لا تستنكر الوحدةَ و أنت لم تعرفُ إلّاها و امضِ فيما كنتَ ماضٍ فيه، تضخُ الحياة لجسدٍ لولاك لبلى، اعرف أن جرحكَ غائرٌ و لكن ما من داءٍ إلا و خُلقَ له الدواء و دواؤك هو ما يأمرُ به عقلك فهو خير مؤنسٌ و خيرُ طبيب، و اصبر و لا توصد أبوابك الآن، فربما، ربما يأتيك ذلك الحبُ الذي يطمئنَ له عقلك و تسكنُ له أعضاءُك و يملؤكَ بالدفء الذي طالما بحثت عنه و لم تجده.



Leave a comment